نتمنى للدستور عاماً جديداً موفقاً
هنا الكويت، هنا الشعب، هنا السلطة، هنا وضع الميثاق،،، في مثل هذا اليوم من عام ١٩٦٢ صدر الدستور.
يقال في اللغة دسر شيء بشيء أي يثبته ويربطه به، ومن هنا جاءت كلمة دستور، وأن كان المقصود به هو القانون العَامَّ الَّذِي يَحْكُمُ سُلُطَاتِ البِلاَدِ وَنِظَامَ الحُكْمِ فِيهَا وَقَوَاعِدَهَا الأسَاسِيَّةَ وَتَنْظِيمَ تَشْرِيعَاتِهَا، إلا أن أصل الكلمة تحمل المعنى الحقيقي الذي يجب علينا كشعب استذكاره بين الحين والآخر، وحيث أن اليوم هو يوم ميلاد الدستور فهذه أفضل مناسبة للتوقف قليلاً أمامه والحديث عنه.
بموجب القانون رقم 1 لسنة 1962 فقد أنيط للمجلس التأسيسي مهمة وضع دستور للبلاد يقوم على أساس المبادئ الديمقراطية المعمول بها، ولقد انتخب المجلس بعضاً من أعضائه لتشكيل لجنة تعمل على إعداد مشروع الدستور، وقد قامت اللجنة بصياغة المشروع ورفعه الى المجلس التأسيسي الذي وافق عليه بالإجماع بعد مناقشته وحل بعض الاختلافات بشأنه، بعد ذلك عرض الدستور على أمير دولة الكويت آنذاك المغفور له بإذن الله الشيخ عبدالله السالم الصباح للتصديق عليه، وبهذا فإنه بعد التقاء إيجاب المجلس التأسيسي الممثل عن الشعب بقبول الحاكم الممثل عن السلطه تم إبرام العقد الذي يربط شكلياً بين الشعب والسلطة ليتشارك كلاهما في الحكم، فيلتزم كلا الطرفين بما عليه من واجبات لينال ما يستحقه من حقوق، أما الرابط المعنوي بين الشعب والسلطة فهو حب الوطن الذي دفع كلا الطرفين بالسعي نحو تنظيم المعيشة على أرضه ووضع أسس التعايش بين الأفراد .
وفي ١٩٦٢/١١/١١م أعلن الشيخ عبدالله السالم الصباح التصديق على الدستور وصدوره، ليكون الحكم في دولة الكويت حكماً ديمقراطياً السيادة فيه للأمة، والأمة هي مصدر السلطات جميعاً، كما أوضح الشيخ عبدالله السالم في كلمته كديباجة للدستور على أهم ركائز الحكم وهي الشورى بين الحاكم والمحكوم.
ولقد أوضح الدستور في مواده أن الدولة في خدمة الشعب فهي تكفل الأمن والتعليم والصحة والحرية والعمل وترعى النشئ والشيخوخة، كما أن الشعب في خدمة الوطن فالدفاع عنه واجب مقدس والعمل له واجب حتمي، إذا فإن العطاء بين الشعب والوطن هو عطاء متبادل، والوطن أسخى بعطاءه.
وفي هذه المناسبه نتمنى للدستور عاماً جديداً موفقاً في ظل إرادة الشعب الحرة وبإدارة حكومة رشيدة وسلطة عادلة، كما يتمنى الدستور من الشعب توطيد الصلة به من خلال الامتثال لقواعده وتفعيلها بالشكل الصائب بما يخدم الوطن والقائمين عليه.
بقلم/ شيماء خالد الصالح
رئيسة اللجنة الثقافية